פורומים » ספרים חדשים
כל שבוע יוצאים לאור בארץ ספרים חדשים. זה המקום לספר לנו על ספר חדש שקראת.
כתיבת הודעה חדשה בפורום ספרים חדשים
» נצפה 2029 פעמים מאז תחילת הספירה.
-
לפני 16 שנים ו-11 חודשים كتاب جديد " ألناصرة أعلام وشخصيات " 1948 - 1800 أحمد مروات
يقدم الباحث والموثق احمد مروات، في كتابه هذا، اجتهادا جديا وجادا في النبش والبحث، في حياة رهط من الشخصيات النصراوية التي تحولت إلى أعلام يشار إليها بالبنان، وتكتسب أهميتها من مدى تأثيرها الاجتماعي بأبعاده السياسية، الاجتماعية والثقافية بصورة عامة.
نقرأ في هذا الكتاب عن شخصيات تركت آثار بصماتها على حياة المدينة، هذه الشخصيات جميعها، باستثناء شخصية واحدة، لم تعد بيننا وذهبت إلى عالمها الآخر تاركة وراءها عبقا تمثل في عطاء ومحبة للمدينة والإنسان، وما زال أريج عطائها ينبعث إلينا نحن أبناء المدينة، بهذا الشكل أو ذاك، عبر هذه القناة أو تلك.
اللافت في هذه الشخصيات أنها وضعت نصب عينيها خدمة الحياة السياسية، الاجتماعية والثقافية بصورة عامة في مدينة الناصرة، التي طالما تفاخر أهلها بما نقل عن السيد المسيح، ابنها البار، وهو انه لا يخرج منها رجل صالح، بمعنى أن الرجل الصالح لا يخرج منها وإنما يبقى فيها، هؤلاء الذين تناولهم الكتاب، اكتسبوا أهميتهم من عدد من الأمور قد يكون أبرزها أنهم لم يكونوا مثقفين يعيشون في أبراجهم العاجية، وإنما نزلوا إلى الشارع ليعملوا بين الأهل والأحباء ومعهم، وليقوموا بالتالي بالتحاور مع الناس من أبناء مدينتهم، على فئاتهم وشرائحهم المختلفة، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، متوسلين بالثقافة أسلوبا لرسالتهم هذه.
في هذا الكتاب، نقرا عن رجال دين من أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية، الذين عاشوا وتعايشوا جنبا إلى جنب، بالضبط كما نقرا عن رؤساء البلديات الذين تعاقبوا على رئاسة البلدية منذ تمام الإعلان عن إقامة المجلس البلدي الأول في المدينة، في عام 1875 حتى الرئيس السابق للبلدية، كما نقرأ عن كتاب وصحفيين، لم يكتفوا بالكتابة والإنتاج فيها، وإنما هم عملوا في مجالات التربية والتعليم، وأصدروا الكتب الموضوعة والمترجمة، كما بادروا إلى إصدار المجلات والكتب ليستفيد منها أحباؤهم وأبناء مدينتهم والمدن الذين حلوا فيها، خارج البلاد، بإرادتهم أو غصبا عنهم وقسرا.
برز بين هؤلاء الأعلام، رجال أفذاذ أرادوا أن يرفعوا اسم مدينتهم، الناصرة، عاليا، فبذلوا كل ما لديهم من جهد ووقت، للمحافظة على اسمها، في محاولة منهم لإبقائه جديرا بما اتصفت به من قدسية وتاريخية اتسمت بالعراقة ويهم كل واحد من أبناء المدينة المحافظة عليها، فراحوا يكرمون وفادة زوارها من السياح والحجاج، ويحافظون عليهم وعلى سلامتهم، على اعتبار أنهم ضيوف في مدينتهم ومن واجب صاحب البيت، المضيف، أن يوفر لهم كل ما يحتاجون إليه من الراحة، دفء الاستضافة ومحبتها.
كما برز بين هؤلاء الأعلام، من اتخذ من المحافظة على النسيج الاجتماعي بين أبناء المدينة الواحدة، دينه وديدنه، فراح يسعى لرد الظلم إذا ما وقع على إخوان له يتفق معهم في الانتماء والإنسانية، ويختلف عنهم في الانتماء الديني، غير منحاز إلا إلى أهمية المحافظة على صفو مياه الحياة، معتبرا أن الدين لله والوطن للجميع، و"أن كلا على دينه الله يعينه".
يلفت النظر في هذا الكتاب، انه يقدم إلى قارئه معلومات عن أعلام من النساء أيضا، ارتبطت أسماؤهن بالناصرة أو ولدن وعشن فيها ومارسن حياتهن معلمات، مديرات مدارس وكاتبات، يملكن الجرأة على التعلم وفي خاطرهن أن يساهمن في مجال التقدم الاجتماعي بمدينتهن وأبنائها.
أما ابرز ما اتصف به معظم من تناولهم الكتاب بالترجمة، هو أنهم، مجتمعين ومتفرقين، التقوا في تطلعاتهم، على أهمية المحافظة على الكرامة الوطنية، فراح كل منهم يعبر عن مشاعره الرافضة تجاه الاحتلال الصهيوني للبلاد، وبإمكان القارئ أن يطلع على صفحات واضحة من دفتر النضال الفلسطيني، في المدينة، سطرها أعلام من أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية.
مؤلف الكتاب كما يتضح من أي قراءة ، أو حتى تصفح متسرع له، بذل جهدا وفيرا في جمع مواده، سواء كان من وثائق حصل عليها خلال بحثه وتنقيبه في المكتبات العامة والبيتية، أو عبر إجرائه المقابلات مع أقارب ما زالوا أحياء لمن تناولهم بالكتابة من أعلام، وجاء عمله ليمثل إضافة حقيقية من شانها أن تعمق الحس الإنساني الإنتمائي للمكان بحاضره وماضيه، على اعتبار أن الوجود العربي فيه ليس طارئا وإنما هو أصيل وعريق وبعيد موغل في التاريخ.
تبقى ملاحظة بسيطة، هي أن المؤلف اعتمد ما عثر عليه من وثائق وما أجراه من مقابلات في تقديمه لما ضمنه لكتابه، ولم يقم بالتدقيق والتمحيص، وهو ما تتطلبه الحقائق التاريخية في تقديمنا لها لأبناء الأجيال الحالية والقادمة، كي يستفيدوا منها وكي يتخذوها عبرة يتعظون بها ويتعلمون منها، كما انه كان انتقائيا في تناوله لمن أراد من أعلام، فذكر أعلاما واغفل آخرين، كما سيلاحظ القراء المطلعون من أبناء الناصرة، ولعل الأمر في هذا يعود إلى واحد من سببين احدهما انه قام بمجهود فوق طاقة فرد القيام به، ويحتاج إلى مؤسسة لأداء هذه المهمة وتنفيذها، والآخر انه حدد الحيز الذي سيكون لكتابه.
הוסף תגובה | קישור ישיר להודעה-
לפני 16 שנים ו-11 חודשים טוב רונית
-
לפני 16 שנים ו-11 חודשים תודה רונית أحمد مروات (ל"ת)
-
-