وهو الشاعر الكبير المخضرم "محمود دسوقي"، والذي اعتبره شيخ الشعراء وخاصة على مستوى فلسطين فهو عاصر كل الاجيال وله نتاج ادبي كبير جدا وصل لموسوعات دولية وعالمية وصدر عن مسيرته وانجازاته مجلد ضخم من قبل جامعة النجاح الوطنية لا زال موجودا في مكتبتها واماكن اخرى..<br />
شاعرنا برأيي لم يأخذ حقه كما يجب من الاهتمام والتقدير والنشر في وسائل الاعلام وخاصة الانترنت.. ولا زال يطبع كتبه على حسابه الخاص، وتوزع في الغالب مجاناً..<br />
ومن الجدير بالذكر انه اقيم لأجله حفل تكريم كبير في غزة في زمن سلطة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله ، في حينه، قبل بداية انتفاضة الأقصى.<br />
عرفته منذ صغري وأول من قرأت له دواوين شعرية حيث كانت في متناول الكثيرين كونه ابن البلد، وبعدها بوقت قصير عرفت شاعرنا محمود درويش رحمه الله ، في حينه كان شابا يافعاً ، ورغم ذلك في البداية كانت تختلط علي الأسماء واحسبهما شخصا واحدا..<br />
ومرت السنين وفقد العالم العربي وشعبنا الفلسطيني شاعرنا العظيم محمود درويش ، لكن للاسف الشديد ، الكثير من الاجيال الصغيرة لا يعرفونه ولم يسمعوا به ومن هنا جاءتني الفكرة "يجب ان نهتم بمبدعينا وخاصة الكبار وهم أحياء" وليس فقط بعد رحيلهم، فهم مشاعل تضيء لنا دروب العلم والثقافة.<br />
والآن دعونا نغوص في عالم شاعرنا الفلسطيني الكبير "محمود دسوقي"<br />
ولد الشاعر محمود دسوقي في الطيبة (المثلث) عام 1934 - (كانت قرية من قرى فلسطين يومها) وانهى دراسته الابتدائية في قريته، ثم الثانوية في مدينة الناصرة العريقة عام 1955.. والجدير ذكره انه درس مواضيع بعيدة عن الشعر: الصحافة بمعهد خاص والاقتصاد في جامعة حيفا..<br />
نظم الشعر في سن مبكرة، صدر أول شعر مطبوع له مع عدد من الطلاب وهو في الثانوية. أصدر في عام 1957 ديوان "السجن الكبير" وفي عام 1959 ديوان "مع الأحرار" ، ثم ديوان "موكب الأحرار" فصودر ومنع نشره, واعتقل الشاعر وقدم للمحاكمة بتهمة التحريض على الدولة. صدر له بعد ذلك: ذكريات ونار ، المجزرة الرهيبة ، صبرا وشتيلا ، طير أبابيل ، جسر العودة ، زغاريد الحجارة ، الركب العائد ، تراتيل الغضب وغيرها.<br />
والشاعر الدسوقي كتب شعر المقاومة ، وقد فرضت عليه الاقامة الجبرية في قريته سنوات طويلة وسجن مراراً بسبب ذلك. <br />
شاعر قدير في الكتابة الشعرية الاصيلة وغالبيتها شعر فصيح وعمودي، وله تاريخ عريق بالمشاركة الفعالة كشاعر في الكثير من المهرجانات والاحتفالات في شتى البلدان وفي الوطن وأهمها: حفل تكريمي له في غزة من قبل السلطة الفلسطينية قبل عدة سنوات، وخارج الوطن في مهرجان تونس الخضراء..<br />
وما زال حيا بيننا ينبض بالعطاء والوفاء كإنسان وشاعر، ويشارك بكل المحافل بصوته القوي والمميز، وأشعاره الصادقة والمؤثرة، اخرها لاجل شاعرنا الراحل رحمة الله عليه محمود درويش، في عدة لقاءات وأمسيات شعرية..<br />
وعن الطبعة الثانية لديوانه الاخير بعنوان ( الرسام العاشق ) يقول الشاعر دسوقي أنه أصدره بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الكبير نزار قباني الذي ترك فراغا في الساحة الشعرية العربية اضافة لتاثره برحيل شاعر مثله حسب كلماته في مقدمة الكتاب-